تشيد فرنسا بالدور الأساسي الذي تلعبه الأونروا في خدمة اللاجئين الفلسطينيين

السيّد المفوّض العام، الذي أشيد بعمله وبعمل طواقم الأونروا، سيداتي وسادتي السفراء،

لقد اجتمعنا اليوم للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس مكتب الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ففي خمسة وستين عاما، طرحت الأونروا نفسها كمزوّد أساسيّ وحيويٍّ للمساعدات الإغاثية والتنموية المقدّمة لخمسة مليون لاجىء فلسطيني يعيشون في الأراضي الفلسطينية، وفي الأردن، وفي سوريا وفي لبنان، ليصبح هذا المكتب العمليّة الأكبر للأمم المتحدة في المنطقة.

لذلك، تنتهز فرنسا هذه المناسبة للإشادة بالدور الأساسي الذي تلعبه الأونروا منذ خمسة وستين عاما في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، كما تشيد أيضا بشجاعة الالاف من موظفي المكتب الذين ينجزون مهامهم في ظروف صعبة من نوع خاص وتشكل خطرا على حياتهم.

لقد دعمت فرنسا الأونروا على الدوام وبشكل نشط، وذلك لأن عملها يلبّي مطلبين أساسيين وهما :

- مطلب إنساني فوري، نظرا للظروف التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيّون.

- ومن ثم، مطلب سياسي بنيوي والذي يتمثل في الحفاظ على هوية اللاجئين الفلسطينيين، في انتظار التوصّل إلى تسوية سياسيّة للقضية من خلال حلّ يحظى بالإجماع، عادل، واقعي ونزيه والذي تدعو فرنسا والاتحاد الأوروبيّ إليه.

وتأتي هذه الذكرى في سياق إقليميّ شديد القتامة :

- في سوريا، حوّلت الأزمة ظروف حياة اللاجئين، فالغالبية العظمى من الفلسطينيين في سوريا بحاجة إلى حماية ومساعدة إنسانيّة، من بينهم سكان مخيم اليرموك الذي يعيش تحت تهديد النظام وداعش على حدّ سواء.

- ومن ثم في غزّة، لقد كان الصراع المأساوي في صيف 2014 الأكثر دموية على الإطلاق حيث خلّف أكثر من 2200 ضحيّة فلسطينيّة، غالبيتهم من المدنيين، والكثير من النساء والأطفال. وتتطلب إعادة إعمار قطاع غزة اليوم جهداً غير مسبوق والذي لا يمكن أن يتمّ في ظلّ الحفاظ على الوضع القائم غير العادل وغير المقبول.

وفي هذا السياق، أودّ أن أشيد بعمل بيير كراهينبول الحازم، لقيامه بدوره في هاتين الأزمتين الحادتين على وجه الخصوص.

فتقع على عاتقنا مسؤوليّة جماعيّة لدعم الأونروا، ولهذا ينبغي العمل على جبهتين :

- 

بداية، على المستوى المالي، في سبيل التعامل مع الأزمة التي أصبحت بنيويّة. حيث ستتطلب الاستراتيجية الجديدة للأونروا المقرّة للفترة الزمنية 2016-2021 انخراط الجميع، ونأمل بأن يبدي مانحون جدد استعدادهم لزيادة مساهماتهم في الدعم الدائم لعمل المكتب.

- على المستوى السياسي خصوصا، ينبغي السعي إلى مرحلة انتقالية في سوريا أو إلى حلٍ سياسي دائم في غزة يساهم في إنهاء الحصار مع الأخذ بعين الاعتبار القلق الأمني لإسرائيل، فالعمل الغاية في الأهمية للأونروا سيمسي مُهدِّئا فقط في حال لم نتعامل مع مصدر المشاكل، ومن ضمنها في مجلس الأمن.

تقدّم الأونروا المساعدة لللاجئين الفلسطينيين باحترام وكرامة، وستواصل ذلك طالما لزم الأمر. في المقابل، لا ينوي المكتب أن يصبح وكالة دائمة، وسأقتبس كلمات المفوّض العام حيث قال : "إنّ اللاجئين الفلسطينيين ليسوا فقط بحاجة إلى مساعدة، إنما هم بحاجة إلى حلّ عادل".

فالقبول بالوضع القائم، هو نبذٌ لهذا الحلّ العادل. حيث لن يكون هناك حلّ لللاجئين بدون إقامة دولة فلسطينيّة مستقلة وقابلة للحياة. وهذا يتطلب انخراطا متزايدا وجماعيا للمجتمع الدولي. ومن هذا المنظور، سيكون لمجلس الأمن دورا حازما يلعبه. وأنتم تعرفون عزم فرنسا في هذا الشأن.

شكراً لكم.

publié le 15/09/2015

haut de la page